الثلاثاء، 8 ديسمبر 2015

استعراض مانجا : Hellstar Remina


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قرأت هذه المانجا منذ فترة ولا تزال في قائمة مفضلاتي على الإطلاق بعد مانجا Fraken Fran التي سأتركها لتدوينة لاحقة إن شاء الكريم. حيث أنها من العلامات البارزة في تصنيف الرعب.
ولا أعني بالرعب التقطيع والدماء والوحوش والأشباح المبتذلة، إنما الرعب النفسي والإنساني المتجسد في كل من اليأس والكآبة والجرافيكس المثير للإنزعاج ويخاطب المخاوف الدفينة في غياهب العقل الباطن كما هي جميع أعمال المانكاجا جونجي إيتو مثل مانجا Uzumaki.

أحب أن أنوه أن هذه المانجا وهذه التدوينة قد تحتوي بعض الصور والمشاهد المثيرة للانزعاج فهي مانجا رعب بعد كل شيء ولا أنصح بها لمن لا يشعرون بالراحة لدى استعراض مثل هذه الأمور.



معلومات عن المانجا:
الإسم الياباني: 地獄星レミナ
الإسم الإنجليزي: Hellstar Remina
الإسم الروماجي: Jigokusei Lemina
الإسم بالعربية: نجم الجحيم ريمينا
التصنيف: رعب - نفسي - خيال علمي - دراما - سينين - تراجيديا 
الحالة: مجلد واحد(مكتملة)
المانجاكا: Junji Ito
سنة الإصدار: 2005



ملخص قصة المانجا:


تدور القصة حول ريمينا ابنة البروفيسر أوغورو الحائز على جائزة نوبل لاكتشافه الكوكب الجديد والذي قام بتسميته تيمناً بابنته ريمينا. أثناء مراقبة العلماء المكثفة للكوكب ريمينا تنتابهم بعض المخاوف حياله رغم كونه يببعد عن الأرض حوالي الستة عشر سنة ضوئية وكذلك مساره ليس قريباً من الأرض مطلقاً. لكن أسباب تلك المخاوف كانت أن الكوكب يبدو وكأنه يلتهم النجوم المجاورة له أو تقع في طريقه. يقرر كوكب ريمينا فجأة تغيير مساره ويبدأ بشق طريقه نحو الأرض لسبب غير معلوم ويشرع في التهام بقية كواكب المجموعة الشمسية في طريقه نحو الأرض. يؤدي ذلك إلى حالة من الرعب والذعر وتعم الفوضى في أرجاء العالم باعتقاد أنها النهاية.




فيما يلي حرق لأحداث المانجا ونهايتها فأرجو المتابعة بحذر.


يفكر الأثرياء وأصحاب النفوذ بخطط جدية لمغادرة كوكب الأرض والتخلي عنه في سبيل النجاة. بينما يبدأ ضعاف النفوس من الناس البسطاء وعديمي الحيلة بإلقاء اللوم على البروفيسر وابنته ريمينا و يقررون اصطياد ريمينا نفسها لتقديمها كتضحية أو قربان لإنقاذ الكوكب.


بينما تقرر جماعة أخرى استكشاف كوكب ريمينا حيث يعتقدون أنه الملاذ الأخير وكما يقول المثل الشهير (إن كنت عاجزاً عن هزيمتهم فانضم إليهم). لكن تجربتهم ورحلتهم تنتهي نهاية مأساوية حيث يقرر الكوكب التهامهم من على سطحه فور وصولهم إليه.



في الأرض، يتحول الوضع إلى حالة من الفوضى حيث تستمر المطاردة العالمية للفتاة ريمينا. وأنا أعني فعلاً (عالمية) بشكلٍ حرفي، إذ أنه وفي إحدى المشاهد المميزة بالمانجا يقوم كوكب ريمينا بلعق كوكب الأرض بلسانه العملاق ويؤدي ذلك لإلتفاف كوكب الأرض حول نفسه عشرات المرات في ظرف دقائق يتعاقب فيها الليل والنهار في سرعة جنونية وتختل كل قوانين الفيزياء ويبدأ الناس من كل أنحاء العالم بالطيران وملاحقة الفتاة ريمينا في مشهد عبقري لا ينسى.

تتخلل الأحداث العديد من الشخصيات البغيضة والخيرة بدءاً من مدير أعمال ريمينا وحبيبها مروراً بقودا مدير نادي معجبيها ونهاية بالشخصية الوحيدة التي تعتبر جيدة في هذه المانجا وهو بام المتشرد والذي يرافق ريمينا حتى النهاية.

 تتنوع الشخصيات ليس بجديد على أعمال أيتو وكذلك معاناة الكثير منها وخاصة الشخصيات الشريرة من اختلالات نفسية أو عقلية تلعب دوراً أساسيا في إضفاء طابع الرعب النفسي. وكأن أيتو يقول لنا أن الشر الحقيقي لا يكمن في الوحوش المنفرة وإنما في نفوس البشر وعقولهم.




في النهاية تظهر إحدى الشخصيات وهو دايسكي الذي يقود ريمينا وبام وإحدى العائلات المتخلفة عن حملة (اصطياد ريمينا) إلى بيت عائلته حيث يعرض عليهم الاحتماء بالملجأ النووي تحت الأرضي الخاص بالعائلة. يؤدي ذلك إلى كونهم الناجين الوحيدين من نهم كوكب ريمينا الذي يلتهم الأرض ولا يترك إلا الملجأ الذي يظل سابحاً في الفضاء بمن فيه مع مؤونة تكفيهم للنجاة في الفضاء الخارجي وسط اللامكان لمدة سنة واحدة. بينما كوكب الأرض وكل المجموعة الشمسية بكاملها قد تم ابتلاعها من قبل كوكب ريمينا ولم يبق لها أي أثر.

المانجا ككل لا تعتمد بشكلٍ أساسي وكبير على العنف الدموي (رغم وجوده) بقدر ما تركز على الجانب النفسي ودمج القارئ مع الشخصيات في حالة من اليأس والقنوط وفقدان الأمل الناتج من جو نهاية العالم حيث ما باليد حيلة إلا مواجهة المصير المحتوم أو إنكاره ومحاولة إيجاد حلول أخرى رغم كونها غير منطقية وتحت ظروف ينعدم تطغى غريزة البقاء.

كذلك تركز المانجا على جانب أساسي يجعلني أفضلها أكثر وأكثر وهو الأركان المظلمة للنفس البشرية حيث ينعدم التفكير المنطقي تحت وطأة الخوف وتسود الغريزة الحيوانية. يتخلى الجميع عن كل المبادئ والقيم والأخلاق في سبيل النجاة من الموت المحتوم لدرجة تدعو البعض لصلب فتاة بريئة والاستعداد لإحراقها حية رغم معرفتهم واقتناعهم في أعماقهم أن لا شيء من ذلك سيجدي نفعاً.


كمعظم أعمال المانجاكا إيتو تمتاز المانجا بوجود الصور الجرافيكية المزعجة والمثيرة للخوف. فكوكب ريمينا نفسه عبارة عن كتلة هائلة وجبارة من العيون تتوسطها عين عملاقة تراقب وتلاحظ وتنبيء وتنذر بالشر والهلاك، ناهيك عن اللسان العملاق والسطح اللزج وما إلى ذلك. في إحدى المشاهد عندما يقترب الكوكب بشكل كامل من الأرض ويغطي الأفق، تتحول السماء بأكملها إلى مشهد فظيع من العيون الجاحظة وأظن أن ذلك كفيل بأن يسبب الكوابيس للبعض لعدة ليالٍ.



القصة مبتكرة وبها العديد من الأحداث غير المتوقعة والمفاجآت غير السارة. قد لا تكون عبقرية تماماً ولكنها توصل الفكرة بشكل ممتاز والمسافات التي تستغرقها الأحداث للتطور محسوبة بشكل جيد ومرضي رغم أن المانجا قصيرة وتتكون من سبعة فصول وحسب. إلا أنك تشعر أن الأحداث تسير براحتها ورغم ذلك غير بطيئة لدرجة الملل.

نهاية المانجا بالنسبة لي هي ما سبب لي حالة من الكآبة واليأس أكثر بكثير من الخوف والقلق الذي سببته الأحداث خلال المانجا رغم كل شيء. ففي النهاية رغم تفاؤل ريمينا والبقية بأنهم قد أفلتوا من قبضة الكوكب الجائع ولم يتشاركوا مصير مليارات البشر الذين ابتلعهم الكوكب، لنفكر بالأمر.. الضياع في وسط الفضاء الخارجي الخالي بمؤونة تكفي لمدة سنة واحدة ودون أي أمل بالتواصل مع أي كائن كان لطلب المساعدة ليست بالفكرة المثالية للنجاة برأيي. ماذا بعد انقضاء السنة؟ كيف سيتصرف ريمينا وباقي الناجين عند اقتراب نهاية تلك السنة وعند ملاحظتهم أن ما لديهم من مؤونة قد بدأ بالنفاذ؟ هل سيعود سيناريو البقاء للأقوى من جديد؟

تقييمي الخاص للمانجا: 9\10




أشكركم كالعادة على قضاء الوقت بقراءة التدوينة
وأتمنى أن تنال هذه المراجعة المتواضعة استحسانكم.




هناك 10 تعليقات:

  1. إينا ياليت لو تعيدين رفع الفتاة الثورية لان روابط الخليج كلها معطلة :(

    ردحذف
    الردود
    1. إن شاء الكريم..
      مشروع الفتاة الثورية يحتاج لرجعة قوية وهذا ما أتمناه أنا شخصياً.. آمل أن أجد الفرصة المناسبة :)

      حذف
  2. قرأت المانجا والصراحة احببت عقليته المانجاكا وأفكاره وانوي متابعة بقية اعماله
    الصراحة اكثر ما شد انتباهي في القصة كلها ليس انها صعبة التصديق ولا كوكب ريمينا نفسه !
    بل الناس! اعني اننا نلاحظ ان الاحداث تجري في زمن متطور جداً حيث ان السيارات تطير
    لكن هذا التطور وهذه التكنلوجيا الحديثة لم تغير اي شي في البشر انفسهم
    فنراهم كأنهم عادو 10 قرون للخلف، نستنتج من هذا ان البشر يظلون "بشراً" مهما يحصل، ضعاف أنانيون لا يفكرون إلا بأنفسهم اولاً -وياليت يفكرون بعقلانية- عدا من رحم ربي "مثل ياسومي"
    أعتقد ان المانجاكا اراد توصيل هذه الفكرة بالذات بجانب الأمور الأخرى في القصة
    الصراحة احب هذا النوع من التصنفيات جداً بل بالأحرى يستهويني كثيراً
    علم النفس بشكل عام اجده مثير للإهتمام جداً ف شكراً إينا على مشاكرتنا هذه المانجا وسيتم قراءة جميع اعمال هذا المنجاكا العظيم

    ردحذف
    الردود
    1. بالضبط! أعتقد أن هذه هي الرسالة التي ينوي إيتو إيصالها وقد نجح بكل المقاييس فطبيعة النفس البشرية لا تتغير رغم تغير الزمن والمدارك وحتى في ظل عوامل وظروف ثابتة كانت او متغيرة

      إن كنت من محبي التصنف النفسي فأنصحك قراءة مانجا franken fran فرغم أنها ليست من أعمال إيتو ولكنها تتخذ نفس النهج والأسلوب. وسأفرد لها تدوينة لاحقة في سلسلة استعراضات المانجا بإذن الكريم.

      حذف
  3. +
    الصراحة لم افهم ما علاقة التشابتر الاخير في الاحداث ( ch 6.1 )
    اعتقد ان المفروض ينشر كـ ون شوت لكن عموماً كان ممتعاً حقاً
    ما لاحظته حتى ان المانجاكا لا يحسم الأمور كلها في النهاية بل يجعلها كما يقولون "نهاية مفتوحة - open ending" فهو لم يطلعنا على مصيرهم ولا حتى اي تفسيرات للأحداث مما يجبرنا كقراء على استخدام عقولنا الخاصة ووضع نظرياتنا الخاصة وهذا الشي قد يكون مزعج للبعض "ومنهم انا" لأني لا احب ان اعتمد على مجرد فرضيات بل احب وجود تفسيرات بالنهاية واقارنها مع خاصتي
    وبالحديث عن النظريات فقد كانت لدي توقعاتي الخاصة لكن صدمت انه بالنهاية لم يتم تفسير شي!
    كنت قد لاحظت ان هذا الكوكب ظهر مع ولادة ريمينا وقد تم تسميته على اسمها وأعتقدت ان هذا المقنع هو فضائي جاء مع الكوكب ويريدون ريمينا ربما لان مثلا لديها شي مميز او ما شابه وكونت قصة هندية في رأسي هههه لكن يبدو اني كنت على خطأ وذلك المتشرد فوراً توقعت انه الابن المفقود وكان توقعي صحيحاً (التوقع الوحيد الصحيح) هههه

    ردحذف
    الردود
    1. أتفق معك تماماً في موضوع النهايات المفتوحة فهي ترفع ضغطي إلى ما لا حدود ^^" لكنها أفضل من النهاية السيئة عموماً
      يمكننا أن نفترض ما نشاء على ضوء الأحداث ومسارها.

      ربما يكون هناك أمير مميز في ريمينا بالنهاية وقد يكون فعلاً لها علاقة بالكوكب وكل من حاول اصطيادها على حق في ما يفعلون وتكون ريمينا هي سبب فناء البشرية! الأمر ليس ببعيد أبداً على إيتو ^^"

      بالمناسبة! تذكرت مانجا أخرى أريد ترشيحها لك وهي مانجا Doubt لتونوغي يوشيكو. أقل ما يمكنني أن أقوله عنها هو: "ياللهول!"

      أشكرك على المداخلة الغنية للتدوينة.. ستمتعت كثيراً بقراءة تحليلك وباختصار كان من "التعليقات إلي تفتح النفس" فأتمنى أن أراك مجدداً في التدوينة القادمة :)

      حذف
  4. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
    الردود
    1. يا لطيف!
      مانامي لا تتفاءلي بالشر ^^" لا زال هناك الكثير من المانجا أريد ترجمتها قبل أن ينتهي العالم ^^"
      أود أن أقضي أيامي بهدوء وسكينة دون تدخل أي كوكب جائع

      بانتظارك :)

      حذف
  5. الردود
    1. العفو أخي وأتمنى أن تستحق هذه التدوينة وقتك الثمين :)

      حذف